مقدمة

مقدمة

كان ولا يزال موضوع تطوير المناهج مجالاً خصباً ومهماً للبحث والدراسة؛ لأنه يمثل أهم المقومات الأساسية لنجاح العملية التعليمية، ويمكن القول أن النظم التعليمية في جميع المجتمعات ليست ثابتة، ولا يجب أن تكون، بل يجب أن تتطور من وقت لآخر نظرا للمتغيرات العالمية والمجتمعية السريعة والمتلاحقة ومنها التطورات التكنولوجيا، وفي هذا الصدد ازدادت الدعوة إلى تطوير التعليم في ظل التغيرات الحادثة والتحديات المعاصرة والمستقبلية لضرورة العمل على وضع مبادئ وأُطر جديدة للتعليم ترتكز على الرؤية المستقبلية في ضوء مستحدثات المرحلة الراهنة، والدعوة إلى تطوير التعليم لألفية ثالثة، والتطلع إلى تطوير المناهج، حيث أصبح التطوير المستمر مطلبا ملحا؛ لذا نجد تسابق الدول على تطوير نُظمها التعليمية بصورة شاملة، وأحياناً إدخال إصلاحات على عناصر ومكونات مُعينة يظن مردودها هائل في إطار متطلبات مجتمع المعرفة، وذلك لعدة أسباب منها: "لمواكبة التغيّرات والمستجدّات التي طرأت في مجال العلوم الأساسيّة والنفسيّة والاجتماعيّة والتربويّة، والاستجابة لمتطلّبات التنمية الاقتصاديّة والاجتماعيّة، ومن بينها تنمية العنصر البشريّ القادر على الإسهام بفاعليّة في هذه التنمية، وقيادتها، وهو ما أكدت عليه رؤية المملكة 2030، والرغبة في الارتقاء بواقع العمليّة التربويّة؛ للّحاق بركب الحضارة الإنسانيّة، والإسهام فيها، أسوة بالدول المتقدّمة. ونتيجة لحدوث تطوّرات سياسيّة، أو تحوّلات اقتصاديّة واجتماعيّة على المستويات المحليّة والإقليميّة والدوليّة تستوجب تطوير المناهج القائمة بما ينسجم وتلك التحوّلات، ورغبة في تلافي نواحي القصور التي قد تظهرها نتائج تقويم المناهج القائمة؛ للوصول بها إلى درجة عاليّة من الكفاءة والفاعليّة الداخليّة والخارجيّة، وأخيراً للاستجابة لتوقّعات مراكز الأبحاث والدراسات وإجراء التطوير الاحترازي أو الوقائيّ للمنهج، بحيث يكون قادراً على استيعاب تلك التطوّرات."

ومن هذا المنطلق كانت تلك المدونة التي أعدتها طالبات المستوي الثالث من مرحلة الماجستير –قسم المناهج وطرق التدريس-بكلية التربية –جامعة بيشة؛ لتقديم نمو ذاتي لكل متعلم مهتم بدراسة تطوير المناهج ولتعرف كل ما يتعلق بالمناهج التعليمية، وتطويرها، حيث شملت المدونة:

"مفهوم المنهج قديما وحديثا، ومكوناته، وتنظيماته، ودواعي وأسس المنهج، وأساليب التطوير المختلفة، والمشكلات والمعوقات التي تعوق عملية التطوير، وكيفية التغلب على تلك المعوقات، وعرض بعض الأمثلة لمحاولات عملية التطوير في المملكة العربية السعودية".

واخيرا فقد حاولت معدات المدونة الحالية أن يقٌدموا موضوعا ثريا لتطوير المناهج، مما قد يقدم للمهتمين من المتعلمين بالموضوع قدحاً ذهنياً ومناقشات وحوارات تزيد وتثري الفكر العقلي، وتنمي التفكير الناقد لديهم، وبالتالي إعداد عقلية تشارك في أنتاج المعرفة وتوظيفها.

وتعد تلك المجموعة من الطالبات بحق، مجموعة متميزة أتنبأ لهن بمستقبل أكاديمي مزدهر، والمساهمة في بناء مجتمعهن، فلهن مني كل دعم وتقدير.  

 

           أستاذ المقر

         د. شادية عبد الحليم تمام

     أستاذ مشارك بكلية التربية-جامعة بيشة